إصابات الإجهاد المتكرر للأوتار أو فرط الحركة في الأطراف

هل شكوتَ من ألم في ساعدك بدأ يعيق حركة يدك في أثناء عملك على الكمبيوتر مثلاً ..؟ هل بدأ يجبرك على إراحة يديك ويمنعك من العمل الذي كنتَ تنسى فيه نفسك أحياناً ..؟!

إنّه غالباً إلتهاب أوتار العضلات التي تُحرِّك أصابعَك ومعصمَك .. تقول لك كفى .. حان وقت الراحة بعد طول حركة وإستعمال..

وليس هذا في عمل الكمبيوتر فقط بل في كثير من الأعمال التي تتكرر فيها الحركة وتستمر حتى الإجهاد.. خاصةً في أوتار وعضلات الطرفين العُلوي والسُّفلي. كما في ممارسة رياضات كحمل الأثقال والجري والقفز ..لأوقات طويلة. ولكنَّ غالب الأذيَّات هذه تكون في جزء الجسم العُلوي ، فتصيب عضلات وأوتار اليدين والرُّسغين ، الساعدين والمِرفَقين والكتفين .. وتُصيب كذلك عضلات الرَّقبة.

الأعراض والعلامات:

تبدأ أعراض إلتهاب الأوتار الجهدي خفيفةً وقد لا تُلاحظ إلَّا مع العمل وتكرار الحركة . ولكنَّها عادة ما تتطور تدريجياً مع إستمرار الإجهاد لتصبح – إذا تُرِكَت من غير علاج – شديدة وثابتة – حتى بدون تحريك الطرف المصاب.. وقد تتورم المنطقة المصابة ويَميل لون الجلد فيها للإحمرار وفي الحالات الشديدة يمكن للفاحص الشعور ب – الفرقعة – تحت جلد المنطقة المُجهَدة كظهر السَّاعد مثلاً ..عند الطلب من المريض تحريك أصابع يده عطفاً وبسطاً كما في حالة ( إلتهاب الوتر المُزَلِّق).

وغالبًا ما تشمل الأعراض:

ألم يزداد بحركة العضلات والأوتار المصابة
أو مَضَضَ ( ألم بِجسِّ المنطقة المصابة أو بالضغط عليها )
يَبوسة ( ضعف أو فقدان مرونة الحركة في المنطقة المتأذِّية وعضلاتها ومفاصلها)
خدَر أو تنميل في الطرف المصاب.
ضعف (صعوبة الحركة ووهن العضلات في منطقة الإصابة)
شدٌ وتقلّص في العضلات المصابة .

ما يزيد الأعراض شدةً ويزيد من خطر الإصابة:

-البقاء بدون علاج
– الإستمرار في ذات العمل والمهن المُجهدة بفرط الحركة دون تعديل مهمّات العامل المصاب أو محاولة تغيير طريقة وظروف عمله.
– الأنشطة المتكررة وتكرار الحركة كما عِندَ ممارسي رياضات كالجري والتنس والقفز وحمل الأثقال مثلا والعاملين على أجهزة الحاسوب ـ الكمبيوتر وعند ممارسي مهن وهوايات كالموسيقيين وأطباء الأسنان وسواهم القيام بنشاط عالي الكثافة لفترة طويلة دون راحة.
-الوضعيات السيئة وغير المريحة في أثناء العمل أو أنشطته المرافقة-

يُعتقد أيضًا أنَّ درجات الحرارة الباردة في مكان الشُّغل والمعَّدات الاهتزازية تزيد من خطر الإصابة بإلتهاب الأوتار الجهدي أو تزيد أعراضَه شدَّةً.

كذك فإنَّ الشدَّة النفسية والقلق يمكن أن تساهم في إزدياد الأعراض سوءًا بعض الإصابات المرضية المزمنة كالإلتهاب الرثواني أو النقرس.
وتبقى على صاحبي الأعمال هنا مسؤولية تعديل ظروف وشروط العمل الصحية لمنع هذه الإصابات ومتابعة العاملين وأوضاعهم ..وبما يجعلهم يقدِّمون الأجود في ظروفهم الصحية الأفضل

كيفية الوقاية من إلتهاب الأوتار الجهدي :
بدايةً بإجراء تقييم للمخاطر عندما تنضم إلى شركة للتأكد من أن منطقة عملك مناسبة ومريحة لك. وبالحفاظ على وضعية جيدة في العمل – تعلم كيفية الجلوس على المكتب بشكل صحيح.
أخذ فترات راحة منتظمة من المهام الطويلة أو المتكررة – من الأفضل أن تأخذ فترات راحة أصغر وأكثر تواتراً من استراحة غداء طويلة.
ممكن بتجريب تمارين التنفس إذا كنت متوتراً.
وإذا كنت تعمل على جهاز كمبيوتر طوال اليوم ، فتأكد من وضع المقعد ولوحة المفاتيح و-الماوس- والشاشة بحيث تتسبب في أقل قدر من الضغط على يديك وجهازك الحركي عموماً.

التدبير والعلاج
أولاً إراحة الطرف المصاب يعتمد علاج إصابة الإجهاد المتكرر في الأساس على أعراض الإصابة واستمرار شدَّتها ومدى إرتباط ذلك بالعمل ، فإذا كانت على علاقة مباشرة وثابتة به – صارت الحالة هنا نوعاً من – الأمراض المهنية – والأفضل للوصول إلى شفاء كامل وراحة حقيقية للطرف المصاب مراجعة الشروط الصحية في مكان العمل بإتِّباع التالي:
محاولة تعديل مهامك بمناقشة وضعك الصحي وبالإتفاق مع صاحب العمل أو ممثل الصحة المهنية لتخفيف الأعراض وشفاء الحالة، سواءٌ كان بتقليل مُدَّة الوقت الذي تقضيه في القيام بنشاطك المهني أو بتغيير طريقة القيام به.
أخْذ فترات راحةٍ منتظمة وقصيرة في أثناء العمل لتمطيط العضلات والتحرك لاسيما إن لم تستطع التوقف عن ذلك النشاط تمامًا .
وبممارسه الرياضه مثل المشي أو السباحة – بشروط سلامتك كحرارة المياه وغيرها – مثلاً ..فقد وجدَها مصابون بإجهاد الحركة تْخَفف أيضًا من أعراضها..

خيارات العلاج

على الرغم من محاولات تعديل أنشطة عملك فثمَّة علاجات مساعدة أُخرى منها :

العلاج الدوائي: – مثلَ مسكِّنات الألم العادية ومضادات الإلتهاب غير الستيروئيدية
وبعض أشكال مضادات الإكتئاب ، إذا كنت تعاني من أعراض شديدة أو تَقطُّع في النوم
حقن الستيروئيدات لتقليل الالتهاب في المنطقة المصابة (يوصى بذلك فقط إذا كان في المنطقة المصابة التهاب مُحدَّد ناتج عن حالة معينة ، مثل متلازمة النفق الرسغي)

كمادات باردة

دعامات مرنة أو جبيرة أمامية للساعد واليد بالوضعية المناسبة

العلاج الطبيعي بالتمطيط أو بالتمارين للمساعدة في تقوية أو إرخاء العضلات

الجراحة أحياناً لتصحيح مشاكل معينة في الأعصاب أو الأوتار (على سبيل المثال ، إذا تم تشخيصك بمتلازمة النفق الرسغي أو تقفع دوبويتران) ولم تساعد العلاجات الأخرى..

العلاجات الفيزيائية والتكميلية :

بما في ذلك العلاج الطبيعي أو التدليك بإحالة من طبيبك وبتقنيات الاسترخاء للمساعدة في تخفيف الأعراض وكذلك العلاج بالوخز بالإبر.
و في حين أن بعض الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد الحركي يجدون هذه العلاجات التكميلية مفيدة ، إلا أنَّ هناك القليل من الأدلة العلمية تشير إلى فعاليتها المستمرة في علاج إجهاد فرط الإستعمال والحركة.

ترجمة وإعداد : د. حسام الدين منصور

عن NHS
آخر مراجعة للصفحة: 19 نوفمبر 2018
المراجعة التالية: 19 نوفمبر 2021

Scroll to Top