الصِّيامُ يُسْرٌ .. وهذا الدّين يُسْرٌ .. والحَمْدُ لِلَّهِ ..

وكيف لا يكون يُسْرٌ و آياتُ الصيام في كتاب اللهِ يُشرِقُ اليُسر فيها إشراقاً وينتفي العُسْر فيها إطلاقاً ..

هل تمعَّنتَ وأنت تتلوها وتأمَّلتَ وتدبَّرت ..؟
فكم مرة جاء فيها اليُسر للصائمين مُريحا .. وكم مرة تجلّت فيها رحمة الكريم الرحيم وُضوحاً ..
واقرأ معي بقلبك المُتَبَصِّر بعبادةٍ تهدي إلى التقوى والرَّشاد .. آيات الصيام في سورة البقرة وكيف جاء بالآية الثانية من آيات الصيام .:
( أياماً معدودات )
فإذا قفز الشيطان إلى بوابات قلبك مُوسوساً :
ستتعبُ ..ستجوع ..ستعطش ..ستقِلُّ مُتَعُك .سَ سَ سَ ..!! – فأَخرِسْهُ واجْعَلْهُ يخْنسُ ويهربُ من طريقِكَ ..قائلاً في نفسكَ المؤمنة القوية..
: إنّها عبادةٌ للهِ وطاعةٌ لَهُ سبحانَهُ .. أساساً.. كتبَها اللُهُ على المسلمين مِثلما كتبَها على الذين من قبلهم .. ليتَّقوه سبحانه ويأتمروا بأمره ..
ويبنوا بعبادتهم لهُ تعالى سداً منيعا أمام الشيطان فلا يصِلُ بضلاله وفساده إليهم ..
ثمَّ تدبّرْ – لَو أردتَّ -فيما تقرأ :
إنها أيام معدودات .. لم يُحَمِّلنا الخالقُ الرَّحمنُ الرَّحيمُ صيامَ شهرين ولا ثلاثة ولا عشرة .. فَ
(لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسَاً إِلاَّ وُسْعَهَا ) [البقرة: 286].
فرضَ اللهُ سبحانَهُ الصيامَ المُستطاعَ والمقدورَ
القيامُ بِهِ بلِا مَشَقَّةٍ على الإنسانِ في حالتهِ العادية صحةً وإقامة..
وأمَّا لو تحوَّل حالُه هذا .. فمرضَ أو كانَ على سَفر فقد يكون في الصيام بهذه الحال مَشَقَّةٌ عليه ، عندها رَخَّصَ اللهُ الرحمنُ الرَّحيمُ لَهُ بِجَواز إفطارِهِ ثم يقضي مَا أفطر في أيام قادمة ..

واقرأ أخي المتدبّر وانظرْ إلى اليُسْر في الصيام :

﴿ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [ البقرة: 184]

كم يُسْرٌ ترى هنا ..؟

تعال لدقيقة نرى معاً :

-جاءت هذه الآيات الكريمة مباشرة بعد ( أياماً معدودات) مُطَمْئِنَةً مُسَهِّلةً مُيَسِّرة ..فلا تترك للوساوس تسرح بالنفس هنا وهناك ..!

-وفيها بدايةً كما ذكرنا آنفاً رخصةُ جَواز إفطار المريض والمسافر ..

-وجاء فيها كذلك رُخصَةٌ للشيخ العجوز والمرأة المُسنّة .. اللذَين لا يقدران على الصوم .. أو مَنْ هُمْ في حُكمهما من المرضى المزمنين الذين تتضرّر أجسامهم بالصيام .. فَلَهم أن يُفطروا … ويفتدونَ بإفطارهم هذا إطعام مساكين ..

-ومثلهم جاءَ للحامل والمُرضِع إذا خافتا على صحة الوليد رُخصة .. حسب اجتهاد العلماء فهما كالمريض تفطران وتقضيان .. أو كالشيخ الكبير تُفطر ان وتفتديان بالإطعام ..

ثم انظر أخي كيف يلمع اليُسْر في الآية الكريمة التالية لتؤكد عليه مرة أخرى :

( ومَن كان مريضاً أو على سَفر فَعِدَّةٌ مِنْ أيّامٍ أُخَر )

و تأمّل كيفَ تنتهي الآية باللفظ والكلمة الدالة على رحمة الله لعباده :

( يُريدُ اللهُ بِكُمُ اليُْسرَ وَلَا يُريدُ بِكُمُ العُسْرَ )

هل نُكْملُ بعدَ هذا اليُسْرَ .. إلى آية الدعاء والقُرب والاستجابة التي أنارت قلبَ آيات الصيام ..

وجوائزه العظيمة ..

سأترككَ – لكنْ بعدَ أن تتثَبَّتَ مِِن هذه الأحكامِ كلّها وتفاصيلها من مصادرها الفقهية – لِتَذهَبُ وتتأملُ وتُحِسًُّ القُرْبَ من الرَّحمن الرّحيمِ .. وتدعو ولا تنسانا والمسلمينَ بدعوة خير ..تقبَّل اللهُ منك ومنّا ومِنَ المسلمين صالحَ العمَلِ ..

——–
حسام الدين منصور

رمضان 1444

Scroll to Top