الطبُّ والشُّعور -1-

تبقى المشاعرُ كعوامل تَدْخُل في مُسبِّبات الأمراض العضوية .. أو لنَقُل الأسباب النفسية لها عموماً .. مثارَ إهتمامٍ لديَّ منذ كانت موضوعَ رسالة التَّخرُّج عندي من كلِّيَّة الطب . ولو أنَّني نَحَوت في تخصُّصي نحو واحدٍ من تخصّصات الجراحة الدقيقة – وكلّها دقيقة وهامَّة

بعض أشرطةٍ لأطباء يجعلون الشّعور مرتبطاً بأي مرض ولقد سمعتُ مؤخَّراً على youtube

عضوي في جسم الإنسان .. حتى لتكادُ تفهمُ أنَّهم يَنْفُون أيَّ سبب آخر لأيِّ مرض في الجسم سوى إضطراب شعورٍ ما عند صاحبه ..؟! وبالتَّالي فالعلاج – الوحيد – الذي يفضّلون يكون بإصلاح المشاعر ..مشاعر الإنسان أياً كانت شكواه المَرَضيَّة ..!هكذا

..والرَّبط بين الحالة النفسية للمرضى والإضطرابات الجسمية ليس جديدآ بالطَّبع كما نوَّهنا لكنَّ اللافتَ عندهم ربط كلِّ مرض بشعور معيَّن لدى الإنسان ..و تأثُّرهُ كما يؤكِّدون ينعكس على صِحَّة عضو ما فيه ..؟

حسناً.. لا نرفضُ – العلم – الذي يستندون عليه في هذا ولكنَّنا لا نستطيعُ – حتى الآن – قبولَه بالحَرفيَّة .. بل نُضيفُ ملاحظةً أو تعليقاً سريعاً هنا

ُفالذي نعرفه أنَّ فوقَ الشّعور والمشاعر في الإنسان فِكْرٌ يُحَرِّكُها .. وبسلامة الفِكْر وتَوازنِهِ تَسْلَم المشاعرُ وتتوازن ..بإذن الله تعالى خالِق الإنسان في أحسنِ تقويم .. وبالتالي فإستقامةُ الفكر وإستقرارُه ، ما أمكنَ الإنسانُ ذلك، إعتدالٌ للمشاعر و النّفس .. يحفظ الجسمَ وأجهزَتَه من أيِّ خَلَلٍ تكون إضطراباتُ المشاعر سبباً له

وسلامة الفكر أساساً إنَّما تكون بسلامة الإيمان وقُوَّ تِه في قلب الإنسان ونفسه.. فإيمانٌ قوي يعني بالضَّرورة ُ فِكْراً سليماً ناصعاً مليئاً بالحكمة والتبصُّر .. وهذا ما يُحرّكُ المشاعر في الإنسان بتوازن وإعتدال وهدوء يمنحه بالنَّتيجة شعورَ الإطمئنان والرِّضا والسَّعادة.. هذا الشُّعور الذي يملؤ بالتَّالي الجسمَ عافية ً وصِحَّة .. والله أعلم

Scroll to Top