تَتَدَرَّجُ بِتناولِ القهوةِ حتى رمضان .. أَمْ بِغَيرها..؟

يَعرِفُ الإخوة الصائمون .. و مُحبّوا  القهوة  منهم .. أهمية أن لا يقطعوا الكافئين عنهم فجأة ..  كي يَنجوا  بالتالي من احتمال تعرضهم للصداع في اليوم أو اليومين الأوائل من الصيام ..

و هذه نصائح سريعة : :

-ابدأ بتأخير وقت تناول قهوة الصباح نصف ساعة أو ساعة كل يوم قبل أسابيع أو أيام قليلة من رمضان فتصل إليه و موعدُ قهوتك صاربعد الإفطار .. أو عند السحور .. و هذا أقرب لموعدك المعتاد مع القهوة صباحاً ..

-باعد من الآن بين أوقات تناولك القهوة ..

-ابدأ من الآن بتقليل كمية ما تشرب من القهوة تدريجياً ..

-ينطبق هذا على من يُدَخّن

– عافاه الله من ذلك – فيتدرج بقطعِهِ ..  و.. عسى أن يكون رمضان له فرصةً للتوقف عن التدخين ومضارّه ..وهنا تلعب النيّة الصادقة والإرادة القوية دورها الحاسم بإذن الله وعونه..

 -يعرف الصائمون غالباً هذا مثلما يعرفون ما نُذَكِّرُهم به أيضاً وهو جوهر و سِرُّ راحة المعدة والجسم بعدم إملائها عموماً و عند الافطار من الصيام  خصوصاً ..

-لكنَّ رمضان ليس نظامَ طعام وشراب مُبتَكَرٌ مُبدِعٌ مُعجِزٌ رائعٌ .. فيه التجديد وكسر العادات وإعادة البناء للجسم فحسب .. !

بل للنفس والإرادة والروح فيه الدور الأكبر في التجدّد والانتعاش والقفز على المألوف والعادي بُغية التقوية وإعادة التوازن و البناء كذلك .. -فالجوع إرادة وغضُّ البصر قوة والصدَقة نُبْلٌ وحُسْن المَعشر  رُقِي ..وغيرها من وجوه الاستقامة والخير كثير .. وهي كُلّها أساساً طاعةٌ وعبادةٌ للهِ رَبِّ العالمين تُوصلكَ بهذه القفزات الإيمانية و هذا النهوض الإرادي العَزائمي بل في هذا النظام الرَّباني البديع الخلّاق في حركة حياتك اليومية إلى ما يطمح إليه الجميع من تجدّد وتغيير لروتين الحياة وإعادة التنظيم والبناء  واستعادة العافية والنشاط في الإنسان و ماحوله ليفتح بذلك أبواباً للسعادة .. و وصولاً إلى غاية الصيام :
أي إلى  – التقوى  –

( لَعَلَّكُم تَتَّقُون )

إنَّهُ من جمال الطَّاعة وكمالها وتمامها  أن تأتيَ بها خالصةً لوجه الله تعالى .. أن تقوم بها ناشداً الكمال فيها معنىً وسلوكاً ..

ولعلَّ التدرُّج والتصاعد في البِرِّ وأعمال الخير هنا أيضاً مناسبٌ و له معنىً إيجابي ..

– رغم أنه ليس يعني إباحة الخطأ أو التهاون به  عموماً – مَعاذ الله ..

إنّما أنْ تبدأ بِغَضِّ  البصر  مثلاً وتجنُّبِ الدوافع إلى ما يغري إطلاقه بالتزامٍ أقوى .. وأن تبدأ بمُصالحةِ  ومُسامحةِ من هَجَرتَهُ وقد أخطأ معك بصفاء نفس أنقى .. وأن تبدأ بزيادة صدَقاتك .. وأن تحاول تقليل لَغْو الكلام والابتعاد عن الجاهلين أكثر فأكثر ..وأن تبدأ بِصَلاتِكَ على وقتها دون تأخير أو تأجيل .. و أن تسعى إليها في المساجد بهمّةٍ أعلى .. وأن تهتمَّ أكثر  بالخشوع المطلوب في الصلاة .. وأن تزدادَقراءةً وتلاوةً وسماعاً و تَدبُّراً للقرآن الكريم .. وأن تزيدَ من محاسن الأعمال عامة و تَجنُّب رديئها .. وأن تتصاعد في كلّ ذلك مُتوجاً هذه الأعمال بإتمامها ما أمكنكَ في رمضان .. فلا شكَّ يكون في ذلك ولوجٌ في فضاء التجدّد و الإبداع والرُّقي والسُّمو الحياتي الإيماني  .. بل والبناء الروحي الفِطري والنفسي والجسدي القويم .. للوصول إلى تقوى الله تعالى ورضاه وقبوله .. بإذن الله الكريم سبحانَهُ .. ..

واللهُ تَعالى أَعلم

======================

حسام الدين منصور.

Scroll to Top