وإليكَ اليوم ما يُدهِشُكَ ..
هل سمعتَ صديقي العزيز .. عن مصنع الطاقة الأول والأضخم في الأرض ..؟ هل سألتََ عن مصنع الأكسجين الدائم المتجدّد على هذا الكوكب ..؟
هل عرفتَ أنّه الورقة .. ورقة الشجر الخضراء ..!! أجَلْ، هذه الأوراق الخضراء التي تميس أغصانُها وتميل مع النَّسيم فتبتهج بمَيلانها العينُ و تنتشي بفاتن ميَسانها النَّفس .. تُخَبِّئ داخلَها- دون ضجيج المعامل ولا دُخانها السام -! مصانع حيويَّة في غاية الإعجاز والدِّقة والفائدة .. سبحان العزيز الحكيم
سيُدُهِشُكَ أن تعلمَ أنَّ سؤالكَ البسيط الذي سألتَ .. – قد إحتاج إلى عشرات السنين بل مئات السنين ليخبركَ بما وصلَ إليه العلمُاء وأبحاثهم .. ولو في حدود معرفتهم المحدودة كبَشر..وذلكَ عندما أدركوا حقيقة الورقة الخضراء كأكبر مَصْنعٍ للطَّاقة على الأرض ..بل كَسِرٍعظيمٍ من أسرار الحياة .. بما يكون في عملية التركيب الضوئي فيها..وبما يُنتجه النبات بالمادة الخضراء التي تكوّنت فيه – الكلوروفيل – إذ تتحوَّل طاقة الشمس الضوئية بإعجازٍ ربّاني مُذهِل إلى طاقة كيميائية تعطى بنتيجة ذلك الأكسجين للهواء والجو فتكون الأشجار بذلكَ بمثابة رئة العالم والأرض تمتصُّ غاز الكربون منها وتطلقُ إليها مادةَ الحياة – الأكسجين – من خلال اجتماع أساس الحياة كما ذكرنا سابقاٍ أي الماء الذي يصل الشجرمع عناصر التُّربة من الأرض التي رُويت بماء السّماء عبرَ جذورها وأقنيتها وصولاً إلى الأوراق.. وضوء الشمس سراج الحياة ووقودها الإلهي .. كلّ ذلك مع هذا اليخضور المُعجز الصنع والإبداع وبواسطته..
بذلكَ – ونحن نذكر هنا مجرَّد عَناوين لما يجري – يُصنَّعُ الأكسجين .. وبذلكَ تُنتِجُ الأوراقُ السكّرَ أيضاً غذاءً للنَّبات ومصدر الطَّاقة لنُمُوِّها .. وكذلكَ الحموض الأمينية والمواد البنيوية وبالتالي مركَّبات الثمار لتتكَوَّن الأعنابُ وثمارُ النخيل والفاكهة والحبوبُ والخضارُ
وسبحان من أبدع وسوّى
وسبحان من قال في كتابه العزيز:
( وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَمُتَشَابِهٍ ۗ انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )
سورة الأنعام الآية٩٩
فهل رأيتَ صديقي حركة الحياة في النّبات ..؟! هذه الحركة الحيوية .. هذا الخَلْق المُتجدّد المستمر ..لأساسيات الحياة هواءً وغذاءً.. ؟! هل رأيتَ إلى سرٍ عظيم من أسرار الحياة ..؟
فمن نظّم ورتّبَ وقدّر وأبدع وأعطى ووَهَب..؟
نعم إنّه تساؤلٌ فردٌ لن تكون الإجابة عليه .. بسهولةِ معرفةٍ وبساطةِ قول .. بل بعمق فِكْر وتَبصّرٍ وتأمّل وشُغْلِ تجاربَ ودراساتٍ وخبرة أبحاثٍ .. لتقول لكَ بعد هذا كلّه .. رافعة إصبعها ..الشاهدة إلى السماء .. : هو الله
فسبحان البديع الحكيم العظيم الكريم .. كَمْ في خَلْقِهِ من آياتٍ ومعجزات..تجعلُ مِنْ تأمُّلِكَ فيها بإذنِ اللهِ عبادةً للهِِ القدير..عبادة تَفَكّرٍ وتَبَصُّر.. بها تَفتحُ مداركَ الوَعْي عندكَ لإدراكِ عَظَمَةِ من خَلَقَ وأبدعَ و سَوّى .. وبها تَجْتَهدُ ليكونَ تأمّلك طريقاً ساميةً ودليلاً على حَمْدِك لله وشكرِكَ له سبحانهُ .. في واحدةٍ من أجمل مُتَعِ الرُّوح والفِكْر
.. حسام الدين منصور
(المعلومات العلمية من مصادر على الإنترنت)