كلمة سريعةٌ للأمِّ وعنها حفظها الله تعالى ..
لن نذكر هنا حسنةَ يوم الأم الذي جعله بعض الشعوب عيداً لها ..
لكنَّ الكلَّ يُدرك أنَّ عيدَها والاحتفاءَ بها والتذلُّلَ والرحمة والإحسان لها وللأب وبهما ..هو دِينٌ في شرعنا وعقيدتنا يمتد العُمُرَ كلَّه باركَ اللهُ الكريمُ بأعمار الوالدَين والجميع ..
لكنّها لفتةٌ نقدِّمُها كومضة نورانية من أنوار آيتي سورة الإسراء اللتين تضيئان لنا حقيقة علاقتنا بوالدينا ..
سنستضيء هنا بفعل القول ..لاحظوا وتدبّروا كم ذُكر -فعل- القول في الآيتين الكريمتين ..
نحاول .. فنجدها ثلاث مرات صريحة بفعل القول ورابعة بالقول أيضاً دون ذكر – قُلْ- :
في ( ولا تنهرهما ) ..
– (فلا تقُلْ لهما أفٍ ولا تنهرهما ) إذاً هنا مرتان .. فَلا تَقُلْ .. ولا تنهرهما .. والنَّهر هو الزّجر والكلام الخشن وهو باللسان
– ( وقُلْ لهما قولاً كريماً ) وهنا جاء القول مؤكداً أيضاً : .. قُلْ و قولاً ..
– (وقُلُ رَبِّ ارحمهما كما ربَّياني صغيراً ) الدعاء بالقول .. سبحانَ الله العظيم .. كَمْ للقول إذاً من أهمّية في التعامل مع الأمِّ والأبِ ..
إننا إذا تأملنا في الآيتين الكريمتين نجد -والله أعلم- أنَّ هذا التعامل الكريم بالقول مع الوالدين هو من الإحسان بهما الذي أمرنا اللهُ تعالى بهِ بعد أمْرِهِ لنا سُبحانَهُ بعبادتهِ وَحْدَه لا شريك له .. كما جاء في بداية الآية الأولى هنا .. فالانتباهَ الانتباهَ الكامل .. حفظكم الله .. لكلِّ لفظٍ وكلمة نقولها للوالدَين ألّا يكون فيها شَطَطٌ أو خطأ أو إساءةٌ شعورية أو غيرُ شعورية ..بل قولٌ كريمٌ
.. كما أمرَنا اللهُ خالقُنا سبحانَهُ .. يَسُرُّ قلبَيهما ويُطيِّب خواطرَهما و يُسعدهما شعوراً وواقعاً .. هذا في القول وهو عمل وفٍعل باللسان أساساً فكيف بالعمل والتعامل غير اللساني معهما .. تأملوا وتدبّروا: (وبالوالدين إحساناً )
و ( واخفضْ لهما جناح الذُّل من الرّحمة ) وليكنْ والدينا كما يُذكِّرُنا الطيبون ويقولون :
مفاتيحَ لدخولنا من أبواب الجَنَّة برضى اللهِ الرَّحمن الرَّحيم وكرَمِهِ ورحمتِهِ ..
وبإذن الله الكريم
——–
21/03/2024