لِمَ لا أكونُ مَعَهُم ..؟

لِمَ لا أكونُ مَعَهُم

لو نهضَتْ همَّتُكَ مع قوة الإيمان فيكَ .. وبدأتَ الحديثَ مع نفسكَ .. لِمَ لا أكونُ مَعهم .؟

لو سافرتَ بفكرك وروحك لتكون بينَهم .. في موقعك الذي تؤدِّي فيه دورك .. ستُدركُ حقائقَ قبلَ أن تصلَ إليهم بجسدك .. ستملَؤكَ مشاعر تحلِّقُ بكَ .. تشدُّكَ إلى حيث هُم في رباطهم وصمودهم وبَسالةِ مُقاومتهم وثباتهم على الحقِّ وإخلاصهم ..

هناكَ في أرض السلام المُباركة .. في المسجد الأقصى وحول المسجد الأقصى .. في غزَّة العنفوان والصمود والعزَّة ..

هناك يعلم المؤمنُ مَعنى الإيمان .. مَعنى اليقين ..مَعنى الإنسان ومعنى استخلافِهِ على الأرض .. معنى إعمار الأرض .. معنى الإسلام .. معنى الجهاد ..!

هناك يعلم المؤمن ..حقيقةَ الحقِّ .. حقيقة الوجود .. حقيقة هدف الوجود على الأرض ..!

هناكَ .. يعلمُ المؤمن يقيناً كيف تكونُ الفكرة عملاً ..والمبدأ التزاماً ..والدِّينُ دستوراً إلهياً للحياة دون مُوارَبَةٍ أو مُراآة أو نفاق أو خديعة للنَّفس أو للآخر ..!

هناكَ تنتفي شهواتُ النَّفس وتصمتُ وساوسُها ..تختنقُ نارُها بنور السلام الداخلي ..بنور الطُّمأنينة القلبية .. وتنطفيء بِبَردِ السكينة ينزل على قلوب المؤمنين.. هناكَ لا معنى لمشاعر السُّوء ولا مكانَ لها في النّفوس ..!

هناك .. في حالة الرِّباط والجهاد والتزام المبدأ عملاً .. طُهْرٌ مستمر للنفس والجوارح ..

هناكَ أنتَ مُحْرِمٌ .. ولستَ على عَرَفة ..! طائفٌ قائم راكعٌ ساجدٌ ..ولست أمام الكعبة المشرَّفة .. ولستَ في بيت الله الحرام .. !

هناك يصيرُ عرَفَةُ في فؤادكَ وفِكركَ وتُشرقُ الكعبة المُشَرَّفة في سُويداء قلبك ..يتماها نورها في أضلاعك مع أنوار مآذن المسجد الآقصى المبارك ..

هناك تبتغي الطّهارة من كلِّ ما تدنَّس في نفسك وأفعالك .. !

ترتقى الأعمال لتكونَ مُخلصةً صادقة هناك .. و تقف صادقاً أَمام الذَّاتِ .. أَمام النَّفس ..أمام الحقيقة ..أمام الحقِّ ..!

تحاسبُ نفسَكَ هُناكَ في كلِّ حركة وسَكَنَة أنَّك أمام ميزان القانون الإلهي العادل ..فترتقيَ عملاً وذاتاً وروحاً إلى مصافِّ الأولياء الصَّالحين ..

أَمْنُ النَّفسِ والأركانِ وأمانُها الحقيقي هناك ..

وعلى بوابات الآخرة المُشرقة بإذن الله القدير سبحانه .. وفي ساحات الجهاد هناك .. يستشعرُ المؤمنون ويَعُونَ ويعيشون معنى : (( لا خوفٌ عليهم ولا هُم يَحزَنون ))

 وتسأل وتُعاودُ السؤالَ وأنتَ في موقعكَ ومكانكَ وعملكَ تؤدِّي دورك .. لمَ لا أكون حقَّاً معهم ..؟

–  والله أعلم –

=================

حسام الدين منصور

Scroll to Top