هل تحرَّكتَ .. اليوم ..؟

فائدةٌ سريعة :

هل تَحَرَّكتَ .. اليومَ ..؟

 

بالتأكيد تحرَّكتَ وتحرَّكنا كُلُّنا ..

فالإنسان كائن حيٌ يتحرك في كَون يتحركُ مِن المَجرة وأكبرَ منها .. إلى الذَّرة وأصغرَ منها .. حركةً منتظمة دقيقة لا خلَل فيها ولا فُطور.. تؤدي إلى غاية مُثمرة وفائدة .. وليست حركةً عَبَثاً .. وَلَيستْ تؤدِّي بالطَّبع إلى ضرر أو خطأ أو أذى ..

– مَعاذَ اللهِ البديع الحكيم –

ولكنَّك أنتَ أيُّها الإنسان تستطيعُ توجيهَ حركتك نحو نَفع وخير .. أو العكس ..!

 فانتبهْ أينَ وفِيمَ تتحرك .. ؟!

وقُمْ للحركةِ الخَيِّرة .. وعلى بركة الله ..

كيف تحرَّكتَ  صديقي العزيز ..؟

سأستعرض معك الآن شيئاً من – فوائد – الحركة على الجسم الإنساني .. مع بعض النصائح في ذلك ..

أجهزة الجسم كلُّها – كما تعلم – تزداد نشاطاً وحيوية بالحركة .. وذهنكَ ومدارككَ في المُقدمة ..

ودعنا نتحدث الآن عن شيء في نشاط الجهاز الحركي ..

-تحسين قوة العضلات – الهيكلية خاصة – تفيد في زيادة توازن الجسم وتقليل الألم المفصلي مثلاً- فضلاً عن علاقتها بشكل الجسم ودعمه وحركته أساساً :

= فالمشي المنتظم والتمارين العضلية – المناسبة الآمنة وُفْقَ حالة الفرد الصحيَّة –  تخدم في دعم الجسم واستقراره وتوازنه.. وفي المساعدة على منع السقوط ( خاصة للكهول وكبار السِّن ) وهذا أمرٌ مهمٌ جداً لتفادي الرضوض والكسور العظمية .

=المشي والتمارين العضلية – الآمنة – تعزِّزُ وتزيد التوافقَ العصبيَّ العضليَّ بتنشيط الدماغ والجهاز العصبي ليفيدَ في الحركة المتوازنة المتَّزنة المفيدة للجسم ..

ويزيد ما يسمى ب ( الوعي الجسدي ) فتُستخدَمُ العضلاتُ بشكل صحيح .. ويُضبَطُ نطاقُ الحركة بتحسين التحكُّم بحركة المفاصل، ما يعطي الشعور بالاستقرار والقوة وبالتالي التوازن في الحركة .. والأمان فيها.

=التحمية قبل التمرين مُهمّة وضرورية لتهيئة ولتحفيز أجهزة الجسم قبل التمرين .. و- تمطيط العضلات – كذلكَ مهمٌ بعد التحمية وقبل التمرين وذلك لتقليل الوقوع في الإصابة وتقليل الألم العضلي بزيادة مرونة الليف العضلي وزيادة مدى الحركة وكذلك لمنع التوتُّر عموماً..

وكذلك فإن ما يسمَّى بالتهدئة أي التدرُّج عند الانتهاء من الحركات ، وفي وتيرة إجراء التمرين – حتى المشي- مهمٌ للعودة إلى النشاط الجسمي المعتاد بهدوء ورويَّة وراحة وليس بشكل مفاجئ..

– أمَّا تقوية العظام وزيادة الكثافة العظمية فإنَّ الحرَكةَ عاملٌ مُهمٌ جداً .. بل هو الأهمُّ في كثير من الدِّراسات العلمية .. للوِقاية مِنْ وَهْنِ العظم وتَرَقُّقِهِ .. خاصةً إذا ترافقت الحركةُ – الآمنةُ الصحيحة – مع التعرُّض لأشعة الشَّمس والتغذية المناسبة لتقوية العظام.

= ولا بدَّ من ملاحظة هنا فإنَّ تأدية الحركات والتمارين – بالشكل الصحيح السليم – كيفاً وكمَّاً .. من أهمِّ قواعد الرياضة والحركة تجنُّباً للإصابات وألم العضلات والمفاصل.

إنَّ تأدية التمارين بوعي وبنظام علمي يُشجِّع كثيراً غيرَ الممارسين للرياضة أو الذين توقَّفوا عن التمرين خشية الألم والإصابات والسقوط وغيرها .. إلى عدم التردد والبدء أو العودة إلى النشاط الرياضي بِهمةٍ ووَعيٍ .. وإدراكِ معنى أنَّ في الحركة – بإذن الله تعالى – بَرَكَة.


د. حسام الدين منصور
استشاري جراحة العظام والمفاصل